لقد أدت الطفرة التي شهدتها التقنية الحديثة لوجود نقلة نوعية في طريقة إبرام العقود الدولية، والتي تحولت من الشكل التقليدي إلى الشكل الإلكتروني اعتماداً على الوسائل الرقمية المتقدمة، هذا التغير كان له تأثير كبير على الفكر القانوني، خصوصا فيما يتعلق بحل النزاعات الناشئة عن هذه العقود، ومن بين أبرز الوسائل المستحدثة في هذا السياق هو التحكيم الإلكتروني، الذي يعتمد على نفس التكنولوجيا المستخدمة في إبرام العقود الإلكترونية، ويمتاز التحكيم الإلكتروني بعدة خصائص هامة مثل السرية الكاملة، سرعة الإجراءات، والمرونة العالية، مما يجعله خيارا متميزا وفعالًا كبديل للقضاء التقليدي في العديد من الحالات.
فعندما يقرر الأطراف اللجوء إلى التحكيم الإلكتروني، سواء بدمجه كشرط ضمن العقد الأصلي أو كاتفاق منفصل، يصبح من الضروري الالتزام بالشروط الشكلية والموضوعية لضمان صحة وسلامة العقد، كما يفر التحكيم الإلكتروني وسيلة مبتكرة تتوافق مع متطلبات العصر الرقمي لحل النزاعات، مما يساهم في التوصل إلى تسويات سريعة وعادلة بعيداً عن التعقيدات الإجرائية التقليدية. بذلك، أصبح التحكيم الإلكتروني تطورا قانونيا يعكس تأثير التكنولوجيا على العقود الدولية.
)
مشاهدة على SCiNiTO