نطاق الحماية الجنائية للتقنيات الطلبية الحديثة المساعدة على الانجاب (دراسة مقارنة)

نوع المستند : أبحاث أصلية

المؤلف

دکتوراه فى القانون الجنائي

المستخلص

    إذا کانت الأعضاء البشریة وما یقع علیها من ممارسات طبیة تتبوأ مکانا کبیراً في مختلف الدراسات القانونية, فإن ماعداها من مشتقات ومنتجات بشریة أخرى والتي تعد من المکونات الأساسیة في الجسم البشري، قد غدت هي الأخرى من الموضوعات التي تستقطب الاهتمام وتفرض نفسها على الباحثین في هذا المجال، لأن ممارسة العمل الطبي لم یقتصر فقط على الأعضاء البشریة، بل امتد لیشمل کل مکونات ومنتجات جسم الإنسان، وهذا ما یظهر من خلال استخدام الأمشاج واللقائح الآدمیة لتحقیق مصلحةعلاجیة للشخص نفسه، إذ توصل الأطباء إلى استحداث أسالیب فنیة وطبیة تساعد الفرد على ممارسة حقه في الإنجاب إذا کان یعاني من العقم أو غیر ذلک من الحالات الصحیة التي تحول دون أن یتمکن من الإنجاب بالطرق الطبیعیة.
   وعلي ذلک ظهرت تقنیة التلقیح الاصطناعي کوسیلة لعلاج العقم، والتي یلجأ إلیها الأطباء أثراً لفشل کافة الطرق التقليدية والعلاج الدوائي, بالتالي فإنها تعتبر طريقة استثنائية لا یجوز اللجوء إلیها إلا بعد فشل الإنجاب الطبیعي, ویتمیز الإنجاب الصناعي بوجه عام أیا کانت وسیلته بأنه من ناحیة إنجاب طبي یقتضي بالضرورة تدخل أحد الأطباء على الأقل، وتدخل أحد المتخصصین في علم الأحیاء في بعض الحالات، کما أنه یتمیز من ناحیة أخرى بأنه إنجاب مساعد، إذ تحل الوسائل الاصطناعیة محل الخطوات الطبیعیة للإنجاب. واعتمد الأطباء في البدایة على طریقة الإخصاب الذي یتم داخل رحم الزوجة، وهذا ما یعرف بتقنیة التلقیح الاصطناعي الداخلي.
    وبالرغم من الفوائد العدیدة لتقنیة التلقیح الاصطناعي الداخلي الذي یتم داخل رحم الزوجة عن طريق التلقيح بنطفة الزوج, إلا أن هذه الوسيلة لا تجدي نفعاً عندما تکون الزوجة عقیماً، بسبب انسداد القناة التي تصل بین المبیض والرحم وتسمى قناة فالوب، حیث یستحیل في هذا الفرض إجراء عملیة التلقیح داخل رحم المرأة بالطریقة السابقة، لهذا توصل الأطباء إلى اکتشاف تقنیة أخرى یتم بواسطتها التغلب على هذه المشکلة، وذلک باللجوء إلى الإخصاب خارج رحم الزوجة داخل أنابیب، وهذا ما یسمى بتقنیة التلقیح الاصطناعي الخارجي.